المواضيع الأخيرة
بحـث
سحابة الكلمات الدلالية
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الكلاسيكية: التعريف والأصول
صفحة 1 من اصل 1
الكلاسيكية: التعريف والأصول
(الكلاسيكية: التعريف والأصول)
تمهيد:
المذهب هو"مجموعة مبادئ وآراء متصلة ومنسقة لمفكر أو لمدرسة؛ ومنه المذاهب الفقهية والأدبية والعلمية والفلسفية". (معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب، مجدي وهبة وكمال المهندس، مكتبة لبنان، بيروت، ط2، 1984، مادة مذهب). ومن المذاهب ما يطلق على تيارات في مجالات مختلفة كما يطلق اسم المذهب نفسه على تيار فلسفي وأدبي؛ ومن ذلك: المذهب الإنساني (أو الإنسانوي)، ومذهب الواقعية.
إن المذاهب الأدبية لا تعد إطارا جامدا يُفرض على المبدعين؛ فهي "ليست مجرد قوالب صماء تفرض قسرا على العمل الأدبي، بل العكس هو الذي يحدث، لأن العمل الأدبي الناضج هو الذي يفرض نفسه على المذهب الأدبي السائد، بل يصبح إضافة جديدة إليه؛ لأنه يوسع من رقعته الأدبية بحيث يتحول إلى نسيج حي متجدد؛ فالمذاهب الأدبية مفيدة عندما تكون في خدمة التشكيل الفني للعمل الأدبي، وكلما كان المذهب أصيلا فإنه قادر على الإضافة والتجديد وليس التكرار والتقليد" (المذاهب الأدبية، ص 10).
ولا يمكن الفصل بين المؤثرات الفلسفية والمذاهب الأدبية؛ ولعل النموذج الأوفى لذلك هو أن المبادئ الكلاسيكية صيغت في الأساس على يد الفلاسفة. ولنبدأ بتقديم نماذج كلاسيكية من عالم الفنون التشكيلية ثم ننتقل إلى تعريفها.
من النماذج الفنية للكلاسيكية اللوحات والمنحوتات الإغريقية، وما يماثلها في العصر الروماني ثم عصر النهضة، وهو ما يختلف بجلاء مع نماذج أعمال فناني الحداثة ممن ينتمون إلى التعبيرية والتكعيبية والسريالية وما إلى ذلك.
إن كلمة كلاسيكي "كلمة لها دلالات اختلفت باختلاف العصور، ولهذا تباينت دلالاتها، ومن هنا لابد من إنعام النظر عند استخدامها. وكانت العبارة اللاتينية scriptor classicus (أي الكاتب الكلاسيكي) تعني أول ما تعني الكاتب الذي يكتب للخاصة من علية القوم، على العكس من عبارة scriptor proletarius الذي يكتب لسواد الشعب. وما لبثت كلمة "كلاسيكي" أن غدت تدل على كل عمل جدير بالحفظ والإبقاء عليه ليكون موضع دراسة، ثم أصبحت الكلمة لها دلالة أخرى يراد بها الآداب والفنون اليونانية، ثم إذ هي بعد باتت تدل على ما جاء على وتيرة هذه، ثم إذ هي أخيرا أصبحت تدل على الآداب والفنون الحديثة وإن خالفت القديمة شكلا ومضمونا ولكنها وصفت "بالكلاسيكية" لتساميها.
ودلالتها التي تجري على الألسنة الآن هي كل ما له صلة بالآداب أو الفن ويحمل سمات الاتزان والوحدة والانضباط والتناسب، ثم ما يدعوه فنكلمان Winckelmann "البساطة المهيبة والجلال الوقور".
(المعجم الموسوعي للمصطلحات الثقافية، ثروت عكاشة، مكتبة لبنان، بيروت، 1990، ص 88)
والكلاسية، أو التقليدية، أو الاتباعية، أو الكلاسيكية هي:
"1- المبادئ أو الأساليب الملتزمة في آداب قدماء الإغريق والرومان أو فنونها.
2- اتباع المعايير التقليدية (كالبساطة والاعتدال، وتناسب الأجزاء) المعترف بها في كل زمان ومكان. والكلاسيكية في الآداب الأوربية: كل محاولة لإحياء الأوضاع والتقاليد الأدبية التي كانت شائعة في الحضارتين الإغريقية والرومانية، ويمكن أن نتبين طبيعتهما في المناسبتين الهامتين التي تحدثها فيهما حركات مضادة. والمناسبة الأولى هي ما أطلق عليها "نزاع القدامى والمحدثين" الذي بدأ في القرن السابع عشر في فرنسا واستمر حتى منتصف القرن الثامن عشر في انجلترا. وكان القدامى ينادون بالتزام القواعد النقدية التي وضعها أرسطو وتوسع فيها هوراس إلى حد ما، كما كانوا يدعون إلى تقليد الأدب القديم لأنه ليس في إمكان المحدثين أبدع مما وضعه المتقدمين.
أما المحدثون فقد رأوا من ناحية أن الأفكار القديمة وثنية ومنافية لفكرة الوحدانية، وأن قانون التقدم من ناحية أخرى لا يقر أن يكون أدب قديم خيرا من أدب جديد، فضلا عن أنه ليس من الوطنية في شيء أن تفضل حضارة أجنبية على ثقافة وطنية. والمناسبة الثانية هي ثورة الحركة الرومانتيكية على الأوضاع الكلاسيكية في أواخر القرن التاسع عشر بفرنسا. فقد أخذ رواد هذه الحركة على الكلاسيكية عدم اتساعها للتعبير عن الذات وذلك لالتزامها أوضاعا ونظما لا يستطيع الكاتب أن يقلدها من غير أن يكون متكلفا نظرا لاختلاف المثيرات في حالتي المقلد والمقلد."
(معجم مصطلحات الأدب، ص ص 71، 72)
ولعل تقاليد المسرح كما عُرفت عند الإغريق وصاغها أرسطو صياغة محكمة تعطي فكرة واضحة عن الكلاسيكية. وهنا لابد من الكلام عن الوحدات الثلاث عند أرسطو.
وحدة الحدث: هي أن تمثل المأساة حدثا واحدا محدود الطول، له ابتداء ووسط ونهاية، وهي التي اشترطها أرسطو صراحة، عند كتابة المسرحية المتكاملة، في الفصل الثامن من كتابه "فن الشعر" بقوله: "وكذلك يجب في القصة –من حيث هي محاكاة عمل- أن تحاكي عملا واحدا، وأن يكون هذا العمل الواحد تاما، وأن تنظم أجزاء الأفعال بحيث إنه لو غير جزء منها أو نزع لانفرط الكل واضطرب، فإن الشيء الذي لا يظهر لوجوده أو عدمه أثر ما ليس بجزء للكل"، (ترجمة الدكتور شكري محمد عياد).
وقد أوجب الالتزام بها الناقد الإيطالي لودفيكو كاستلفترو Ludovico Castelvetro (1505- 1571)، كما التزم بها نقاد الدراما وكتابها بفرنسا في القرن السابع عشر، وبعض البلاد الأخرى التي وقعت تحت تأثير الكلاسيكية المحدثة حتى ثارت عليها الرومانتيكية، كما ثارت على التقاليد الكلاسيكية الأخرى.
وحدة المكان:
أن تقع أحداث المأساة في مكان واحد أو مناطق مختلفة من مكان واحد. وقد أشار إليها أرسطو في صورة ملاحظة بالفصل الرابع والعشرين من "فن الشعر" بقوله:"على أن الملحمة تمتاز خاصة بقبولها لأن تمتد أبعادها. وسبب ذلك أنه لا يستطاع في التراجيديا محاكاة أجزاء كثيرة فعلت في وقت واحد". بل أن يوقف عند الجزء الذي "يجري على المسرح وبين الممثلين"، (ترجمة الدكتور شكري محمد عياد). إنما الذي أوجب الالتزام بها الناقد الإيطالي لودفيكو كاستلفترو Ludovico Castelvetro (1505- 1571)، مترجم "فن الشعر" وغيره من المفسرين لهذا الكتاب، كما التزم بها نقاد الدراما وكتَّابها بفرنسا في القرن السابع عشر، وبعض البلاد الأخرى التي وقعت تحت تأثير الكلاسيكية المحدثة حتى ثارت عليها الرومانتيكية، كما ثارت على التقاليد الكلاسيكية الأخرى.
وحدة الزمان: هي أن تقع أحداث المأساة في فترة زمنية معينة حددها البعض بأربع وعشرين ساعة، والبعض الآخر باثنتي عشرة ساعة. ولم يوجب أرسطو الالتزام بوحدة الزمان عند كتابة المأساة المتكاملة. ولم ينص عليها إلا عرضا في الفصل الخامس من "فن الشعر" عندما قال: "فالتراجيديا تحاول جاهدة أن تقع تحت دورة شمسية واحدة أو لا تتجاوز ذلك إلا قليلا". (ترجمة الدكتور شكري محمد عياد). إنما الذي أوجب الالتزام بها الناقد الإيطالي لودفيكو كاستلفترو Ludovico Castelvetro (1505- 1571)، مترجم "فن الشعر" وغيره من المفسرين لهذا الكتاب، كما التزم بها نقاد الدراما وكتَّابها بفرنسا في القرن السابع عشر، وبعض البلاد الأخرى التي وقعت تحت تأثير الكلاسيكية المحدثة حتى ثارت عليها الرومانتيكية، كما ثارت على التقاليد الكلاسيكية الأخرى. (معجم مصطلحات الأدب، ص ص 586، 587)
وتعد النزعة الكلاسيكية الجديدة امتدادا طبيعيا للكلاسيكية مع وجود تحفظات وسمتها بالجدة وقدر من الاختلاف. وهي اتجاه في الأدب الأوربي ظهر في عهود مختلفة منذ عصر النهضة حتى أواخر القرن الثامن عشر (ومنتصف قرننا هذا في رأي البعض) الغرض منه بعث الاهتمام من جديد بالأساليب الأدبية لقدماء الإغريق والرومان، والتمسك بمعاييرهم الأدبية إلى حد المحاكاة والتقليد أحيانا. وأهم عصر ساد فيه هذا الاتجاه بأوربا ما بين 1650 و1800. ومن أهم الموضوعات التي كانت تثار بهذا الصدد في النقد: أهمية الفن والفطرة في الإبداع الأدبي. وأغراض الشعر وآثاره، والبحث في تحديد معنى بعض المصطلحات الأدبية المتداولة، وتعيين دور العقل والخيال في الإبداع الأدبي.
ومن مبادئ أصحاب هذه النزعة ضرورة الالتزام بالتقاليد وبمعايير القدامى لما فيها من كمال لا يباري، وأن الإنسان في مجتمعه من أهم موضوعات الفنون والأدب. وأن الغرض من كل أدب هو الجمع بين التعليم والبهجة، وأن الخيال يخضع للعقل، وأن نواميس الجمال هي النسبة والاعتدال والاتزان، وأن الأدب ينقسم أجناسا لكل جنس قواعده الخاصة به، وأن الخلط بين أجناس الأدب غير مستساغ، وأن الأدب القيم هو ذلك الذي يخاطب الإنسان بصفة عامة طليقا من قيود الزمان والمكان. (معجم مصطلحات الأدب، ص ص 346، 347)
ويحق لنا الآن أن نلتفت إلى المعنى اللغوي العام الشائع لكلمة كلاسيكي حين نقول إن هذا العمل من كلاسيكيات الأدب العربي، وإن هذا الفيلم من كلاسيكيات السينما العربية حين نشير إلى ما في العمل من عناصر تضمن له قدرا من الخلود ومواجهة تغيرات الزمن؛ كما نرى في فيلم الأرض ليوسف شاهين، أو ثلاثية نجيب محفوظ. ولعل هذا يرتبط بمفاهيم شائعة للفظ تتفاوت بين المعنى اللغوي والاصطلاحي؛ إذ تتعدد دلالات لفظ كلاسيكي؛ فهو:
"1- خاص بنمط أدبي قديم يعتبر ذا أهمية رغم حدوثه قبل العصر الحاضر.
2- متمش مع نموذج من الاستعمال الأدبي أو اللغوي أقره أدب قديم لا كلام الحياة العادية.
3- متعلق بآداب الإغريق والرومان القدامى أو فنونهما أو عمارتهما.
4- صفة للأدب الممتاز ولو لم يكن قديما.
5- صفة تطلق على أي أدب يتميز على الأقل ببعض المميزات الآتية: الاتزان، الوحدة الفنية، تناسب الأجزاء، الاعتدال، البساطة الوقورة.
6- معتبر عمدة في حقل من حقول المعرفة بوصفه متميزا عن النظريات الجديدة أو غير المألوفة."
(معجم مصطلحات الأدب، مجدي وهبة، مكتبة لبنان، بيروت، 1974، ص ص 70، 71)
إن المذهب الأدبي يرتبط بطبيعة الأدب من غير انفصال عن الأديب والواقع الذي ينتمي إليه؛ وذلك لأن "الأدب مهما اختلفت مذاهبه وتعارضت وتناقضت فإن جوهره واحد، فهو تجسيد للكيان الروحي للإنسان وبلورة له بحيث يمكنه من التعرف على ذاته بطريقة صحية وأسلوب موضوعي بعيدا عن دائرة ذاته الضيقة وانطلاقا إلى آفاق الفن الرحبة، وهذا التعدد في المذاهب والحركات الأدبية يؤكد الثراء الخصب الذي يشكل طبيعة الأدب. ولعل هذا التعدد في المذاهب الأدبية يرجع إلى أن موقف الأديب من عصره يتشكل طبقا للمناخ الحضاري والثقافي والفكري لمجتمعه خاصة وعالمه المعاصر عامة. وهو موقف يتراوح بين التأييد المطلق لإنجازات العصر والرفض الكامل لها، لدرجة الرغبة في عدم الانتماء إلى المجتمع والعصر في آن واحد. وموقف الأديب من عصره موقف مركب ومعقد؛ فهو ابن عصره وفي نفس الوقت يريد أن يقوم بدور الريادة فيه عن طريق الخروج عن حدوده التقليدية وإلقاء نظرة موضوعية وجديدة عليه". (المذاهب الأدبية الكلاسيكية إلى العبثية، نبيل راغب، الهيئة المصرية العامة للكتاب، س المكتبة الثقافية، ع 343، القاهرة، 1977، ص 8.).
وإذا كانت الكلاسيكية تستند في أساسها إلى مفهوم اتباع التقاليد؛ فإن التمرد على هذا المفهوم هو الذي يفتح الباب أمام ظهور تيارات جديدة، وهو ما تجلى في القرن الثامن عشر مع تمرد أديبين عظيمين "نظرا إلى الكلاسيكية على أنها مجرد تقاليد قد تتبع في حالة فائدتها، وقد تهمل في حالة قيامها في وجه التطور والانطلاق.هذان الأديبان كانا جوته وشيللر الألمانيين، وكان اتجاههما هذا إيذانا بعصر الرومانسية". (المذاهب الأدبية، ص 21).
ولعل مقارنة ذلك بتمرد أبي نواس -مثلما نرى في موقفه من الوقوف على الأطلال- يكشف عن أن التمرد قد يؤدي إلى نشأة تيار جديد، وقد يظل تمردا في إطار التقاليد.
وليس ظهور الرومانسية ببعيد عن الروح الجديدة التي بثها إيمانويل كانط في الفلسفة. وهذا يستحق وقفة مطولة مع هذا الفيلسوف لنرى كيف قدم رؤية جدلية جديدة لثنائية الجسد والعقل التي شغلت الفكر الإنساني على مدى قرون.
لقد ارتبط الخروج من إسار الكلاسيكية بتحولات على مستوى الأدب والفكر الاجتماعي والفلسفة؛ وهو ما يتجلى لدى جان جاك روسو وجوته وشيللر وإيمانويل كانط، وذلك في مقابل الفلسفة الجمالية الكلاسيكية التي قامت على نوع من المثالية تحددها قيم الإيقاع والانسجام والتنسيق والنظام.
ويرى بعض الباحثين أن "بداية التطور الحقيقي قد أخذت تشق طريقها منذ القرن الثامن عشر بظهور الشخصية اللامعة للكاتب الفيلسوف جان جاك روسو الذي... للحساسية تقدير كبير في العصر الذي عاش فيه، إلا أنه استطاع أن يوسع نطاق مفهومها وهدفها إلى الحد الذي كان له أثره البالغ في ذلك التحول الكبير الذي ظهر في القرن التاسع عشر بظهور الحركة الرومانسية التي كانت صدى مباشرا لآرائه التي نادى بها بالعودة إلى رحاب الفطرة والطبيعة". (مذاهب الفن المعاصر، ص 3)
وهناك عناصر كثيرة تتآزر لتكشف عن طبيعة الكلاسيكية التي امتدت حتى القرن التاسع عشر وتجلت أعظم تجل في عصر النهضة؛ حيث إن "الحركة الكلاسيكية التي قام عليها كل من الفن الإغريقي والروماني - قد سارت شوطا بعيدا بظهور عصر النهضة بعد الانحدار الذي أصاب الفن بسقوط الدولة الرومانية؛ حيث كانت النظرية الجمالية الإغريقية هي التي تسيطر على جميع نواحي الإنتاج الفني، وخاصة في أعمال النحت والتصوير.
وإن من الشواهد التاريخية في هذا السبيل أن عظماء الفنانين في العصر الذهبي للنهضة؛ أمثال ليوناردو دافنشي، ومايكل أنجلو، ورافائيل كانوا يسيرون على هدى النظم والأسس التي سنتها تعاليم هذه النظرية، والتي كان الفنانون الإغريق ومن بعدهم الرومان ينهجون على أثرها، حيث كان فنانو النهضة يقتدون بهم في تطبيق المبادئ الجمالية للأيديالزم (المثالية) تطبيقا دقيقا لا ينحرف عن مراعاة الإيقاع والانسجام والتنوع والنظام في جميع تكويناتهم الفنية". (مذاهب الفن المعاصر، ص ص 6- .
تمهيد:
المذهب هو"مجموعة مبادئ وآراء متصلة ومنسقة لمفكر أو لمدرسة؛ ومنه المذاهب الفقهية والأدبية والعلمية والفلسفية". (معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب، مجدي وهبة وكمال المهندس، مكتبة لبنان، بيروت، ط2، 1984، مادة مذهب). ومن المذاهب ما يطلق على تيارات في مجالات مختلفة كما يطلق اسم المذهب نفسه على تيار فلسفي وأدبي؛ ومن ذلك: المذهب الإنساني (أو الإنسانوي)، ومذهب الواقعية.
إن المذاهب الأدبية لا تعد إطارا جامدا يُفرض على المبدعين؛ فهي "ليست مجرد قوالب صماء تفرض قسرا على العمل الأدبي، بل العكس هو الذي يحدث، لأن العمل الأدبي الناضج هو الذي يفرض نفسه على المذهب الأدبي السائد، بل يصبح إضافة جديدة إليه؛ لأنه يوسع من رقعته الأدبية بحيث يتحول إلى نسيج حي متجدد؛ فالمذاهب الأدبية مفيدة عندما تكون في خدمة التشكيل الفني للعمل الأدبي، وكلما كان المذهب أصيلا فإنه قادر على الإضافة والتجديد وليس التكرار والتقليد" (المذاهب الأدبية، ص 10).
ولا يمكن الفصل بين المؤثرات الفلسفية والمذاهب الأدبية؛ ولعل النموذج الأوفى لذلك هو أن المبادئ الكلاسيكية صيغت في الأساس على يد الفلاسفة. ولنبدأ بتقديم نماذج كلاسيكية من عالم الفنون التشكيلية ثم ننتقل إلى تعريفها.
من النماذج الفنية للكلاسيكية اللوحات والمنحوتات الإغريقية، وما يماثلها في العصر الروماني ثم عصر النهضة، وهو ما يختلف بجلاء مع نماذج أعمال فناني الحداثة ممن ينتمون إلى التعبيرية والتكعيبية والسريالية وما إلى ذلك.
إن كلمة كلاسيكي "كلمة لها دلالات اختلفت باختلاف العصور، ولهذا تباينت دلالاتها، ومن هنا لابد من إنعام النظر عند استخدامها. وكانت العبارة اللاتينية scriptor classicus (أي الكاتب الكلاسيكي) تعني أول ما تعني الكاتب الذي يكتب للخاصة من علية القوم، على العكس من عبارة scriptor proletarius الذي يكتب لسواد الشعب. وما لبثت كلمة "كلاسيكي" أن غدت تدل على كل عمل جدير بالحفظ والإبقاء عليه ليكون موضع دراسة، ثم أصبحت الكلمة لها دلالة أخرى يراد بها الآداب والفنون اليونانية، ثم إذ هي بعد باتت تدل على ما جاء على وتيرة هذه، ثم إذ هي أخيرا أصبحت تدل على الآداب والفنون الحديثة وإن خالفت القديمة شكلا ومضمونا ولكنها وصفت "بالكلاسيكية" لتساميها.
ودلالتها التي تجري على الألسنة الآن هي كل ما له صلة بالآداب أو الفن ويحمل سمات الاتزان والوحدة والانضباط والتناسب، ثم ما يدعوه فنكلمان Winckelmann "البساطة المهيبة والجلال الوقور".
(المعجم الموسوعي للمصطلحات الثقافية، ثروت عكاشة، مكتبة لبنان، بيروت، 1990، ص 88)
والكلاسية، أو التقليدية، أو الاتباعية، أو الكلاسيكية هي:
"1- المبادئ أو الأساليب الملتزمة في آداب قدماء الإغريق والرومان أو فنونها.
2- اتباع المعايير التقليدية (كالبساطة والاعتدال، وتناسب الأجزاء) المعترف بها في كل زمان ومكان. والكلاسيكية في الآداب الأوربية: كل محاولة لإحياء الأوضاع والتقاليد الأدبية التي كانت شائعة في الحضارتين الإغريقية والرومانية، ويمكن أن نتبين طبيعتهما في المناسبتين الهامتين التي تحدثها فيهما حركات مضادة. والمناسبة الأولى هي ما أطلق عليها "نزاع القدامى والمحدثين" الذي بدأ في القرن السابع عشر في فرنسا واستمر حتى منتصف القرن الثامن عشر في انجلترا. وكان القدامى ينادون بالتزام القواعد النقدية التي وضعها أرسطو وتوسع فيها هوراس إلى حد ما، كما كانوا يدعون إلى تقليد الأدب القديم لأنه ليس في إمكان المحدثين أبدع مما وضعه المتقدمين.
أما المحدثون فقد رأوا من ناحية أن الأفكار القديمة وثنية ومنافية لفكرة الوحدانية، وأن قانون التقدم من ناحية أخرى لا يقر أن يكون أدب قديم خيرا من أدب جديد، فضلا عن أنه ليس من الوطنية في شيء أن تفضل حضارة أجنبية على ثقافة وطنية. والمناسبة الثانية هي ثورة الحركة الرومانتيكية على الأوضاع الكلاسيكية في أواخر القرن التاسع عشر بفرنسا. فقد أخذ رواد هذه الحركة على الكلاسيكية عدم اتساعها للتعبير عن الذات وذلك لالتزامها أوضاعا ونظما لا يستطيع الكاتب أن يقلدها من غير أن يكون متكلفا نظرا لاختلاف المثيرات في حالتي المقلد والمقلد."
(معجم مصطلحات الأدب، ص ص 71، 72)
ولعل تقاليد المسرح كما عُرفت عند الإغريق وصاغها أرسطو صياغة محكمة تعطي فكرة واضحة عن الكلاسيكية. وهنا لابد من الكلام عن الوحدات الثلاث عند أرسطو.
وحدة الحدث: هي أن تمثل المأساة حدثا واحدا محدود الطول، له ابتداء ووسط ونهاية، وهي التي اشترطها أرسطو صراحة، عند كتابة المسرحية المتكاملة، في الفصل الثامن من كتابه "فن الشعر" بقوله: "وكذلك يجب في القصة –من حيث هي محاكاة عمل- أن تحاكي عملا واحدا، وأن يكون هذا العمل الواحد تاما، وأن تنظم أجزاء الأفعال بحيث إنه لو غير جزء منها أو نزع لانفرط الكل واضطرب، فإن الشيء الذي لا يظهر لوجوده أو عدمه أثر ما ليس بجزء للكل"، (ترجمة الدكتور شكري محمد عياد).
وقد أوجب الالتزام بها الناقد الإيطالي لودفيكو كاستلفترو Ludovico Castelvetro (1505- 1571)، كما التزم بها نقاد الدراما وكتابها بفرنسا في القرن السابع عشر، وبعض البلاد الأخرى التي وقعت تحت تأثير الكلاسيكية المحدثة حتى ثارت عليها الرومانتيكية، كما ثارت على التقاليد الكلاسيكية الأخرى.
وحدة المكان:
أن تقع أحداث المأساة في مكان واحد أو مناطق مختلفة من مكان واحد. وقد أشار إليها أرسطو في صورة ملاحظة بالفصل الرابع والعشرين من "فن الشعر" بقوله:"على أن الملحمة تمتاز خاصة بقبولها لأن تمتد أبعادها. وسبب ذلك أنه لا يستطاع في التراجيديا محاكاة أجزاء كثيرة فعلت في وقت واحد". بل أن يوقف عند الجزء الذي "يجري على المسرح وبين الممثلين"، (ترجمة الدكتور شكري محمد عياد). إنما الذي أوجب الالتزام بها الناقد الإيطالي لودفيكو كاستلفترو Ludovico Castelvetro (1505- 1571)، مترجم "فن الشعر" وغيره من المفسرين لهذا الكتاب، كما التزم بها نقاد الدراما وكتَّابها بفرنسا في القرن السابع عشر، وبعض البلاد الأخرى التي وقعت تحت تأثير الكلاسيكية المحدثة حتى ثارت عليها الرومانتيكية، كما ثارت على التقاليد الكلاسيكية الأخرى.
وحدة الزمان: هي أن تقع أحداث المأساة في فترة زمنية معينة حددها البعض بأربع وعشرين ساعة، والبعض الآخر باثنتي عشرة ساعة. ولم يوجب أرسطو الالتزام بوحدة الزمان عند كتابة المأساة المتكاملة. ولم ينص عليها إلا عرضا في الفصل الخامس من "فن الشعر" عندما قال: "فالتراجيديا تحاول جاهدة أن تقع تحت دورة شمسية واحدة أو لا تتجاوز ذلك إلا قليلا". (ترجمة الدكتور شكري محمد عياد). إنما الذي أوجب الالتزام بها الناقد الإيطالي لودفيكو كاستلفترو Ludovico Castelvetro (1505- 1571)، مترجم "فن الشعر" وغيره من المفسرين لهذا الكتاب، كما التزم بها نقاد الدراما وكتَّابها بفرنسا في القرن السابع عشر، وبعض البلاد الأخرى التي وقعت تحت تأثير الكلاسيكية المحدثة حتى ثارت عليها الرومانتيكية، كما ثارت على التقاليد الكلاسيكية الأخرى. (معجم مصطلحات الأدب، ص ص 586، 587)
وتعد النزعة الكلاسيكية الجديدة امتدادا طبيعيا للكلاسيكية مع وجود تحفظات وسمتها بالجدة وقدر من الاختلاف. وهي اتجاه في الأدب الأوربي ظهر في عهود مختلفة منذ عصر النهضة حتى أواخر القرن الثامن عشر (ومنتصف قرننا هذا في رأي البعض) الغرض منه بعث الاهتمام من جديد بالأساليب الأدبية لقدماء الإغريق والرومان، والتمسك بمعاييرهم الأدبية إلى حد المحاكاة والتقليد أحيانا. وأهم عصر ساد فيه هذا الاتجاه بأوربا ما بين 1650 و1800. ومن أهم الموضوعات التي كانت تثار بهذا الصدد في النقد: أهمية الفن والفطرة في الإبداع الأدبي. وأغراض الشعر وآثاره، والبحث في تحديد معنى بعض المصطلحات الأدبية المتداولة، وتعيين دور العقل والخيال في الإبداع الأدبي.
ومن مبادئ أصحاب هذه النزعة ضرورة الالتزام بالتقاليد وبمعايير القدامى لما فيها من كمال لا يباري، وأن الإنسان في مجتمعه من أهم موضوعات الفنون والأدب. وأن الغرض من كل أدب هو الجمع بين التعليم والبهجة، وأن الخيال يخضع للعقل، وأن نواميس الجمال هي النسبة والاعتدال والاتزان، وأن الأدب ينقسم أجناسا لكل جنس قواعده الخاصة به، وأن الخلط بين أجناس الأدب غير مستساغ، وأن الأدب القيم هو ذلك الذي يخاطب الإنسان بصفة عامة طليقا من قيود الزمان والمكان. (معجم مصطلحات الأدب، ص ص 346، 347)
ويحق لنا الآن أن نلتفت إلى المعنى اللغوي العام الشائع لكلمة كلاسيكي حين نقول إن هذا العمل من كلاسيكيات الأدب العربي، وإن هذا الفيلم من كلاسيكيات السينما العربية حين نشير إلى ما في العمل من عناصر تضمن له قدرا من الخلود ومواجهة تغيرات الزمن؛ كما نرى في فيلم الأرض ليوسف شاهين، أو ثلاثية نجيب محفوظ. ولعل هذا يرتبط بمفاهيم شائعة للفظ تتفاوت بين المعنى اللغوي والاصطلاحي؛ إذ تتعدد دلالات لفظ كلاسيكي؛ فهو:
"1- خاص بنمط أدبي قديم يعتبر ذا أهمية رغم حدوثه قبل العصر الحاضر.
2- متمش مع نموذج من الاستعمال الأدبي أو اللغوي أقره أدب قديم لا كلام الحياة العادية.
3- متعلق بآداب الإغريق والرومان القدامى أو فنونهما أو عمارتهما.
4- صفة للأدب الممتاز ولو لم يكن قديما.
5- صفة تطلق على أي أدب يتميز على الأقل ببعض المميزات الآتية: الاتزان، الوحدة الفنية، تناسب الأجزاء، الاعتدال، البساطة الوقورة.
6- معتبر عمدة في حقل من حقول المعرفة بوصفه متميزا عن النظريات الجديدة أو غير المألوفة."
(معجم مصطلحات الأدب، مجدي وهبة، مكتبة لبنان، بيروت، 1974، ص ص 70، 71)
إن المذهب الأدبي يرتبط بطبيعة الأدب من غير انفصال عن الأديب والواقع الذي ينتمي إليه؛ وذلك لأن "الأدب مهما اختلفت مذاهبه وتعارضت وتناقضت فإن جوهره واحد، فهو تجسيد للكيان الروحي للإنسان وبلورة له بحيث يمكنه من التعرف على ذاته بطريقة صحية وأسلوب موضوعي بعيدا عن دائرة ذاته الضيقة وانطلاقا إلى آفاق الفن الرحبة، وهذا التعدد في المذاهب والحركات الأدبية يؤكد الثراء الخصب الذي يشكل طبيعة الأدب. ولعل هذا التعدد في المذاهب الأدبية يرجع إلى أن موقف الأديب من عصره يتشكل طبقا للمناخ الحضاري والثقافي والفكري لمجتمعه خاصة وعالمه المعاصر عامة. وهو موقف يتراوح بين التأييد المطلق لإنجازات العصر والرفض الكامل لها، لدرجة الرغبة في عدم الانتماء إلى المجتمع والعصر في آن واحد. وموقف الأديب من عصره موقف مركب ومعقد؛ فهو ابن عصره وفي نفس الوقت يريد أن يقوم بدور الريادة فيه عن طريق الخروج عن حدوده التقليدية وإلقاء نظرة موضوعية وجديدة عليه". (المذاهب الأدبية الكلاسيكية إلى العبثية، نبيل راغب، الهيئة المصرية العامة للكتاب، س المكتبة الثقافية، ع 343، القاهرة، 1977، ص 8.).
وإذا كانت الكلاسيكية تستند في أساسها إلى مفهوم اتباع التقاليد؛ فإن التمرد على هذا المفهوم هو الذي يفتح الباب أمام ظهور تيارات جديدة، وهو ما تجلى في القرن الثامن عشر مع تمرد أديبين عظيمين "نظرا إلى الكلاسيكية على أنها مجرد تقاليد قد تتبع في حالة فائدتها، وقد تهمل في حالة قيامها في وجه التطور والانطلاق.هذان الأديبان كانا جوته وشيللر الألمانيين، وكان اتجاههما هذا إيذانا بعصر الرومانسية". (المذاهب الأدبية، ص 21).
ولعل مقارنة ذلك بتمرد أبي نواس -مثلما نرى في موقفه من الوقوف على الأطلال- يكشف عن أن التمرد قد يؤدي إلى نشأة تيار جديد، وقد يظل تمردا في إطار التقاليد.
وليس ظهور الرومانسية ببعيد عن الروح الجديدة التي بثها إيمانويل كانط في الفلسفة. وهذا يستحق وقفة مطولة مع هذا الفيلسوف لنرى كيف قدم رؤية جدلية جديدة لثنائية الجسد والعقل التي شغلت الفكر الإنساني على مدى قرون.
لقد ارتبط الخروج من إسار الكلاسيكية بتحولات على مستوى الأدب والفكر الاجتماعي والفلسفة؛ وهو ما يتجلى لدى جان جاك روسو وجوته وشيللر وإيمانويل كانط، وذلك في مقابل الفلسفة الجمالية الكلاسيكية التي قامت على نوع من المثالية تحددها قيم الإيقاع والانسجام والتنسيق والنظام.
ويرى بعض الباحثين أن "بداية التطور الحقيقي قد أخذت تشق طريقها منذ القرن الثامن عشر بظهور الشخصية اللامعة للكاتب الفيلسوف جان جاك روسو الذي... للحساسية تقدير كبير في العصر الذي عاش فيه، إلا أنه استطاع أن يوسع نطاق مفهومها وهدفها إلى الحد الذي كان له أثره البالغ في ذلك التحول الكبير الذي ظهر في القرن التاسع عشر بظهور الحركة الرومانسية التي كانت صدى مباشرا لآرائه التي نادى بها بالعودة إلى رحاب الفطرة والطبيعة". (مذاهب الفن المعاصر، ص 3)
وهناك عناصر كثيرة تتآزر لتكشف عن طبيعة الكلاسيكية التي امتدت حتى القرن التاسع عشر وتجلت أعظم تجل في عصر النهضة؛ حيث إن "الحركة الكلاسيكية التي قام عليها كل من الفن الإغريقي والروماني - قد سارت شوطا بعيدا بظهور عصر النهضة بعد الانحدار الذي أصاب الفن بسقوط الدولة الرومانية؛ حيث كانت النظرية الجمالية الإغريقية هي التي تسيطر على جميع نواحي الإنتاج الفني، وخاصة في أعمال النحت والتصوير.
وإن من الشواهد التاريخية في هذا السبيل أن عظماء الفنانين في العصر الذهبي للنهضة؛ أمثال ليوناردو دافنشي، ومايكل أنجلو، ورافائيل كانوا يسيرون على هدى النظم والأسس التي سنتها تعاليم هذه النظرية، والتي كان الفنانون الإغريق ومن بعدهم الرومان ينهجون على أثرها، حيث كان فنانو النهضة يقتدون بهم في تطبيق المبادئ الجمالية للأيديالزم (المثالية) تطبيقا دقيقا لا ينحرف عن مراعاة الإيقاع والانسجام والتنوع والنظام في جميع تكويناتهم الفنية". (مذاهب الفن المعاصر، ص ص 6- .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 03 يناير 2012, 7:55 am من طرف asmaa hakeem
» ميعاد الإمتحان
الثلاثاء 03 يناير 2012, 7:51 am من طرف asmaa hakeem
» مواقع على الشبكة للترجمة مباشرة
الخميس 08 ديسمبر 2011, 9:38 pm من طرف princess koko
» الكلاسيكية: التعريف والأصول
الأربعاء 02 نوفمبر 2011, 10:48 pm من طرف Dr. Saeed
» نص جديد للترجمة 5
الإثنين 24 أكتوبر 2011, 7:50 pm من طرف Dr. Saeed
» نص جديد للترجمة 4
الإثنين 24 أكتوبر 2011, 7:44 pm من طرف Dr. Saeed
» نصوص للترجمة 1-3 يمكن نسخها مباشرة أو تحميلها كنص مرفق
الإثنين 24 أكتوبر 2011, 6:54 am من طرف كلمات الغروب
» تحميل قواميس
الأحد 16 أكتوبر 2011, 3:48 am من طرف Dr. Saeed
» المذاهب الفكرية: عالم صوفي
الجمعة 14 أكتوبر 2011, 8:57 pm من طرف Dr. Saeed